الفقيه بداه ولد البصيري
شخصية وطنية هي فقرة جديدة على صفحتكم #الصادق_الإخباري سنتحدث اليوم في أول حلقات هذه الفقرة عن العالم و المفتي الموريتاني بداه ولد البصيري رحمه الله.
الإسم: بداه ولد البصيري
تاريخ الميلاد: 1919 م
تاريخ الوفاة: 7 مايو 2009
✅| هوّ محمدو بن محمدو بن حبيب بن أحمدو بن البصيري التندغي الملقب بداه ولد البصيري عالم و مفتي موريتاني عاش 90 عاما في الفتوى و الدعوة لله و هو أول من أقام صلاة الجمعة في بلادنا بعد الاستقلال.
✅| بداه ولد في منطقة ترارزة في الجنوب الغربي الموريتاني بعد أربعة أشهر من وفاة والده و تولى تربيته جده لأمه العلامة الكبير محمد ولد حبيب الرحمن الذي أشرف على رعايته و تعليمه.
✅| و تعلم الشيخ على يد علماء و شيوخ كبار على غرار أحمدو ولد أحمذية الذي أخذ عليه علوم القرآن و التفسير و الشيخ المختار ولد ابلول كما أخذ على الشيخ محمد سالم ولد ألما و الشيخ محمد سالم ولد عدود و الشيخ سيدي الفالي ولد محمودا.
✅| درس بداه ولد البصيري كل فنون المعرفة الشرعية فقها وتفسيرا ولغة ومنطقا وبلاغة، وكان مدينة علم مسورة بالإيمان والإحسان وكان صورة طبق الأصل من الرعيل الأول، فيه تدفق مالك وموسوعيته ونحو ابن مالك و فصاحته وبلاغته، وفيه من البخاري ومسلم الصحيحان والمسانيد، وكان إمام الحرمين في الأصول والعز بن عبد السلام في الصدع بالحق.وكان الجنيدي وعبد الله بن المبارك في الموسوعية والعلم والعبادة والربانية وكان أب الدعاة إلى الله ومأواهم وإمامهم، فالشيخ فقيد الإسلام وفقيد الوطن ورحيله خسارة لمئات السنين من علم الشناقطة، وآلاف المجلدات من العلوم والفنون والمعارف.
✅| #من_مواقفه_الخالدة
1️⃣| مواقفه ضد العلمانية
للشيخ عديد المواقف ضد تفشي العلمانية في بلادنا و من الأمثلة على ذلك وقوفه الصارم ضد دستور 1982 المخالف للشريعة الاسلامية والذي وصف بالدستور العلماني.
وقبل ذلك عندما استنكر الإمام مجزرة النظام السوري ضد الإخوان المسلمين في حماه احتج السفير السوري في موريتانيا على خطبة الإمام بداه، ليقوم وزير الإعلام آنذاك بعقد اجتماع مصغر ضم رئيس الدولة المقدم محمد خونه ولد هيداله الذين أبلغوا الشيخ احتجاجهم على الخطبة واعتبارها خروجا على سياسة الدولة، الأمر الذي أغضب الشيخ بداه وخاطب ولد هيدالة قائلا ’’ أنا لا أخاف منك ولامن غيرك وإذا كنت ستتحكم فيما أقول وما أرى فخذ المنبر، ودعني أذهب لشأني’’ وخرج الشيخ مغضبا. ويروي مقربون من الشيخ كيف رد على رسالة رئيس الدولة حينئذ تحذره من ’’خطر الإسلاميين على البلاد’’ رد الشيخ بداه قائلا ’’ إن الإسلاميين خير للبلاد من الشيوعيين، وسيرى رئيس الدولة مصداق ذلك ’’.
2️⃣| ضد التطبيع و الديكتاتورية
بعد الإطاحة بولد هيدالة ووأد مشروع تطبيق الشريعة وظهور نظام سياسي جديد لم يخف الشيخ بداه عدم ارتياحه للنظام الجديد وخصوصا الإشارات التي بدأ ولد الطايع يصدرها تجاه قضايا اعتبرها الشيخ مركزية في صون هوية البلد وسمته العام ولم يكن الشيخ يخفي استياءه مما يعتبره وجها من أوجه العلمانية الصارخة في البلاد تمثله خطوات عديدة لولد الطايع، ورغم ذلك حافظ الشيخ على وسطيته وعلاقته الأبوية بالجميع، رافضا أن يكون طرفا في أي صراع أو أن يمرر النظام السياسي مواقفه من خلال منبر الشيخ أو مواقفه.
ولاحقا عندما شن النظام الطائعي حملته سنة 1994م ، على الإسلاميين وقف الشيخ بداه وقفة صارمة ضد الاعتقالات مؤكدا ’’أن الإخوان المسلمين لايقتلون النفس التي حرم الله ولايزنون، وأنهم برآء من كل ما يرمون به’’ ولم تقف جهود الشيخ عند هذا الحد بل بذل النصح للنظام الطائعي وطالبه بإطلاق سراح الأئمة المعتقلين. ومع بداية التطبيع أحس الشيخ بداه بخطر كبير على الهوية الثقافية للبلد، وكان يؤكد لطلابه أنه لم يعد يطيق أرضا ترفرف فيها راية إسرائيل.